Matahat al3amal aljam3awi filmaghrib

فعلا سعيد فالموضوع الذي أثرته يعد وترا حساسا لم يحن وقت العزف عليه لدى مجموعة من المسؤولين الذين بامكانهم تغيير الواقع و المساهمة في رقابة العمل الجمعوي على اعتبار ان الجمعيات أصبحت هي تلك المؤسسات التي لا رقابة عليها و هي مصدر الغنى لدى الكثيرين ممن لا ضمائر لهم
فالعمل الجمعوي دخل في دوامة منذ التسعينات من القرن الماضي حيث أنه بعد حصول المغرب على الاستقلال حاولت الدولة تشجيع الأحزاب و بالتالي خلق مجموعة من الشبيبات الحزبية التي تنضوي تحت لوائها مجموعة من الجمعيات التي يمكن تشبيبهها بتلك الحملة الانتخابية الدائمة فقط لا غير و الغريب في الامر أن هذه الجمعيات التي لا يمكن بأي حال من الاحوال أن توصف بالجمعيات ذات المنفعة العامة أو الجمعيات الهادفة إلى تأطير الأطفال و الشباب لأنها و لسبب بسيط تهدف إلى مصلحة خاصة تتجلى في دعم الجملات الانتخابية حيث تجد رئيس الجمعية الذي قضى على رأس هذه الاخيرة فترة السنتين السابقتين للولاية التشريعية هو نفسه المرشح للانتخابات التشريعية و بالتالي ففرصة النجاح أمامه تكون جد كبيرة لاعتبارات يعلمها الجميع....هذا بخصوص نظرة تاريخية موجزة عن العمل الجمعوي أما بخصوص الحاضر فأقل ما يمكن وصفه انه إذا كان محيط العمل الجمعوي قد اتسخ في القرن الماضي فإنه قد زاد قذارة في الألفية الثالثة خصوصا مع بروز ما يعرف بالتنمية البشرية و منح مؤسسات المجتمع المدني الصلاحية لبرمجة مجموعة من الانشطة في هذا الإطار و الاستفادة من الدعم الذي تخصصه الدولة على هزالته إضافة إلى الدعم الذي تخصصه مجموعة من المنظمات الدولية المعروفة ناهيك عن استغلال فترات التخييم و فترات الأنشطة الاشعاعية إلى غير ذلك...
ذلك ما جعلني أصف محيط العمل الجمعوي بالمحيط القذر و إن كنت انتمي إليه حيث أن ما يحز في النفس أن بعض مرتزقة الجمعيات حولت العمل الجمعوي من وصف ذو المنفعة العامة إلى وصف آخر لا اعلم كيف أصفه و كان ذلك على حساب جمعيات اخرى لم تحظى بفرصة بروزها على الساحة
على العموم الموضوع فيه الكثير ما يقال و أشكرك سعيد على إثارتك للموضوع و اتمنى ان يلقى صدى طيب لدى رواد المنتدى حتى يتسنى لنا الاستفادة

الحلول أخي سعيد لا اعتقد انها كثيرة و ذلك للأسباب التي اوضحناها جميعا لكن كحل عملي برأيي يبدو لي ان التكوين المستمر الهادف هو الحل الامثل و الفعال لتغيير الواقع الجمعوي مع التركيز على الجانب الديني في تكوين شخصية الإطار لأن غياب الوازع الديني لدى المكون _بكسر الواو_ يؤدي إلى ازمةى الإطار و بالتالي تتكون أجيال من الاطر التي يغيب لديها الضمير الذي يعتبر المحرك الأساسي في العملية التربوية
فالحل برأيي هو تكوين جيل جديد قادر على التغيير بالتركيز على الجانب الديني لأن الوازع الديني كما قلت لن نجد له بديل هذا و رغم ان هذا الحل لن تكون له نتائج فورية إلا انها ستكون عملية و فعالة

شكرا مديحة على ردك و على حسن تحليلك و الذي ينم على اطلاعك و قربك من الميدان
بخصوص الحلول فهي كما قلت كثيرة لكن انا في ردي حاولت الاقتصار على حل نستطيع نحن تحقيقه و انا لا نرمي بالمسؤولية على الإدارة فمسألة المنح ليست بيدنا و كذلك مسألة تخصيص مقاعد المخيمات....
لأن مسألة المنح إذا لم يتوفر معها عنصر التكوين و الوازع الديني فلا يمكن أن تكون فاعلة